إذا كنت من محبّي مسلسل لعبة الحبار (Squid Game) ولفت انتباهك عالمه المليء بالتشويق والاختبارات القاتلة والصراعات النفسية، فهناك عدد من الأعمال الدرامية الأخرى التي تقدم تجارب مشابهة، لكن كل منها بأسلوبه الخاص وطابعه المختلف.
من العوالم المستقبلية والانقسامات الطبقية، إلى المسابقات الغامضة والمواقف التي تكشف أعماق النفس البشرية تحت الضغط، نستعرض في هذا المقال 7 مسلسلات تشبه مسلسل لعبة الحبار Squid Game، تجمع بين الإثارة، التوتر، والأسئلة الأخلاقية العميقة التي تضع الشخصيات — وربما المشاهدين — أمام قرارات لا رجعة فيها.
مسلسلات تشبه مسلسل لعبة الحبار Squid Game لمُحبي الصراع من أجل البقاء على قيد الحياة
مسلسل “أليس في بلاد الحدود” (Alice in Borderland)
تدور أحداث هذا المسلسل حول شاب يُدعى “أريسو”، وهو شاب يعشق ألعاب الفيديو لدرجة الإدمان، وذات يوم، يجد نفسه فجأة هو ورفاقه في نسخة غريبة ومهجورة من مدينة طوكيو، والمكان يبدو مألوفًا من حيث الشكل، لكنه خالٍ من الحياة ومليء بالغموض.
سرعان ما يكتشفون أنهم جزء من لعبة خطيرة لا مفر منها، إذ يُجبرون على المشاركة في تحديات مميتة مصنفة حسب رموز أوراق اللعب، والفوز يمنحهم أيامًا إضافية للبقاء على قيد الحياة، أما الفشل أو التأخر، فيعني نهاية فورية عن طريق شعاع ليزر ينزل من السماء!
رغم التشابه الكبير بينه وبين “لعبة الحبار” من حيث الجو المليء بالتوتر والتهديد، إلا أن هذا العمل يختلف من حيث النوعية؛ فالألعاب هنا ليست مجرد اختبارات بدنية بل تعتمد بشكل أساسي على التفكير المنطقي، وحل الألغاز، واتخاذ قرارات مصيرية تحت الضغط. كما أن العمل يحتوي على عناصر خيال علمي، ويغوص في محاولة كشف أسرار هذا العالم الغامض الذي أُطلق عليه اسم “بوردرلاند”.
مسلسل “عرض الثمانية” (The 8 Show)
في قصة مشوقة تحمل بعدًا نفسيًا واجتماعيًا، يجد ثمانية أشخاص غرباء أنفسهم محتجزين داخل مبنى غريب لا يعرفون عنه شيئًا، ويُقال لهم إنهم سيجنون المال مقابل كل دقيقة يمضونها في هذا المكان، وكلما ارتفع الشخص إلى طابق أعلى، ازدادت امتيازاته المالية والمعيشية.
مع مرور الوقت، تظهر الفوارق الطبقية بوضوح، وتتحول اللعبة من فرصة للربح إلى ساحة صراع نفسي، حيث تتفكك الثقة، وتظهر خبايا النفوس بين الطموح والخيانة. لا توجد هنا ألعاب بدنية أو اختبارات مرعبة، بل التركيز الأكبر على التوترات النفسية، وكيف يمكن للعزلة والرغبة في المال أن تغيّر الإنسان وتكشف طبيعته الحقيقية.
رغم وجود تشابه في الفكرة العامة مع “لعبة الحبار”، من حيث وجود لعبة مغلقة ومكافآت مالية محفوفة بالخطر، إلا أن هذا العمل يختلف كليًا في أسلوبه، إذ يسلط الضوء على الجانب الإنساني المعقد، ويطرح تساؤلات حول العدالة والكرامة والطبقية، في بيئة مغلقة تضع الجميع تحت المجهر.
نرشح: أفضل مسلسلات البقاء على قيد الحياة ومحاولة النجاة
مسلسل “3%”
في عالم مستقبلي تسوده الفوضى والانقسام، يعيش البشر في نظام طبقي صارم، النخبة تنعم بالحياة في مكان مثالي يُدعى “الأوفشور”، بينما يُترك الباقون في منطقة معدمة تُعرف بـ”الداخل”. وكل عام، يُمنح الشباب ممن يبلغون العشرين عامًا فرصة وحيدة لتغيير مصيرهم؛ حيث يخضعون لاختبارات قاسية لا ينجو منها إلا 3% فقط، بينما يُقصى الباقون أو يلقون حتفهم.
المسلسل يتناول موضوع الفجوة بين الأغنياء والفقراء بأسلوب واضح وصريح، ويشبه “لعبة الحبار” في فكرة أن الفقراء يغامرون بكل شيء أملًا في النجاة من واقعهم البائس، رغم أن الاحتمال ضعيف جدًا، والفارق هنا أن المسابقة تُقدَّم في صورة قانونية ومنظمة، لكنها في الحقيقة مجرد واجهة لتمييز القلة وترك الأغلبية في اليأس.
مسلسل “لعبة الكاذب” (Liar Game)
تبدأ الحكاية بطالبة جامعية طيبة القلب، تجد نفسها فجأة متورطة في مسابقة تُعرف باسم “بطولة لعبة الكاذب”. القاعدة الوحيدة: يجب أن تخدع الآخرين وتتفوق عليهم نفسيًا لتحصل على مبلغ هائل من المال، أما الخاسر، فمصيره ديون ضخمة تلاحقه بلا رحمة.
العمل يشترك مع “لعبة الحبار” في أن المال هو الدافع الرئيسي للمشاركة، لكن الاختلاف يكمن في الأسلوب؛ فالمنافسة هنا لا تعتمد على العنف أو القتل، بل على الذكاء والحيلة، والتحالفات تتكوّن وتتفكك، والثقة تصبح عملة نادرة، واللاعبون يواجهون اختبارات عقلية أكثر من كونها جسدية.
المميز في هذا المسلسل هو تركيزه الكامل على التحليل والتفكير، حيث تتحول كل جولة إلى معركة مناورات ذهنية، تختبر ليس فقط ذكاء المتسابقين، بل أيضًا ضمائرهم.
نرشح: أفضل 10 أفلام عن ألعاب الموت والألغاز والمسابقات المميتة
مسلسل “أخطر لعبة” (The Most Dangerous Game)
تدور القصة حول رجل يُدعى “دودج ماينارد”، يكتشف أنه مصاب بمرض عضال، ويبحث عن طريقة لتأمين مستقبل زوجته الحامل، ويُعرض عليه عرض غامض، وهو المشاركة في لعبة خطيرة مقابل مبلغ مالي ضخم، ولكن ما لم يكن يعلمه هو أنه سيكون فريسة للصيادين في اللعبة.
بمجرد دخوله اللعبة، يبدأ مطاردته في شوارع المدينة من قبل مجموعة من الأثرياء الذين يجدون متعتهم في صيد البشر، وهنا يتحول البقاء على قيد الحياة إلى سباق مع الوقت، وصراع دائم لا يعرف الشفقة.
رغم تشابه الفكرة مع “لعبة الحبار” من حيث دخول البطل اللعبة تحت ضغط الظروف، إلا أن هذا المسلسل يتميّز بتركيزه على مطاردة فردية، ما يجعل التوتر أكثر حدة والأحداث أكثر قربًا للواقع، وتدور الأحداث في شوارع حقيقية، ما يضفي على العمل طابعًا مباشرًا وسريع الإيقاع.
مسلسل “كلنا موتى” (All of Us Are Dead)
تبدأ القصة داخل مدرسة ثانوية، حيث تؤدي تجربة علمية فاشلة إلى إطلاق فيروس خطير، يحوّل المصابين إلى كائنات زومبي سريعة وشرسة، وخلال ساعات قليلة، تتحول المدرسة إلى ساحة رعب مغلقة، ويجد مجموعة من الطلاب أنفسهم محاصرين بالكامل، منقطعين عن العالم الخارجي، دون وسيلة للهرب.
ويُجبر الطلاب على الاعتماد على أنفسهم للبقاء على قيد الحياة، وسط الخوف والفوضى والموت الذي يحيط بهم من كل جانب، وكل قرار يصبح مسألة حياة أو موت، وكل تحرك يحمل مخاطره، وفي هذا الجحيم المغلق، تنمو التحالفات، وتظهر الخيانات، وتتغير العلاقات، لتنكشف الطباع الحقيقية تحت الضغط الشديد.
رغم اختلاف نوع التهديد -فهو فيروس قاتل لا لعبة منظّمة- إلا أن المسلسل يشترك مع “لعبة الحبار” في أجواء الحصار والقرارات المصيرية، والفارق أن الأبطال هنا مراهقون ما زالوا في سن الدراسة، لكنهم يواجهون مواقف تفوق قدراتهم، ما يمنح العمل بعدًا إنسانيًا مؤثرًا.
نرشح: أفضل 20 مسلسل زومبي على الإطلاق
مسلسل “المنزل الجميل” (Sweet Home)
تدور أحداث المسلسل حول شاب يُدعى “تشا هيون”، يعيش حالة من الحزن العميق بعد أن فقد عائلته، وينتقل للسكن في مجمع سكني قديم، بحثًا عن العزلة، لكن هدوء المكان لا يدوم طويلًا؛ إذ سرعان ما تجتاح المدينة مخلوقات مرعبة، وتتحول العمارة إلى ملجأ أخير لعدد من السكان الذين يجدون أنفسهم محاصرين معًا، في مواجهة خطر لا يتوقف.
لكن الكابوس لا يقف عند الوحوش الخارجية، بل يبدأ الخطر بالظهور من الداخل أيضًا، حين يُصاب بعض السكان ويتحوّلون تدريجيًا إلى وحوش بأنفسهم…لا يوجد أمان…لا توجد قوانين، وكل شخص مطالب بأن يقاتل من أجل حياته.
نرشح: أفضل مسلسلات رعب كورية على الإطلاق
العمل يشبه “لعبة الحبار” من حيث أجواء الحصار، والاختبارات النفسية التي تفرضها لحظات النجاة، إلا أن الفارق هنا أن العدو ليس منظومة منظمة، بل شيء فوضوي ومرعب يتسلل إلى الداخل دون سابق إنذار، كما أن التركيز على التحولات النفسية للشخصيات، يجعل القصة عميقة ومليئة بالتأمل في طبيعة الإنسان.